في عالم العملات المشفرة، تنتشر مخططات “المضخّة والتفريغ” (Pump and Dump) بسرعة، وقد تؤثر سلباً على مصداقية الاستثمارات، بما في ذلك استثمارات البنك الخاص. سيقدم هذا المقال شرحاً احترافياً وتعليمياً لمفهوم هذه المخططات، علماً أن الجمهور المستهدف هم المهتمون بالتعمق في الخدمات والأنشطة المتعلقة بـ البنك الخاص.
ما هي مخططات المضخّة والتفريغ؟
مخطط المضخّة والتفريغ هو عملية تنطوي على تضخيم السعر بشكل مصطنع، ثم التفريغ عبر البيع المفاجئ:
تبدأ مجموعة من المستثمرين أو المتحكمين (غالباً داخل البنك الخاص أو مجموعات استثمارية) بشراء كمية كبيرة من عملة مشفرة منخفضة القيمة.
تروّج المجموعة بسرعة لهذه العملة عبر الإنترنت أو وسائل التواصل.
ينشأ شكل من “عجلة شراء” تؤدي إلى ارتفاع السعر الاصطناعي.
بمجرد وصول السعر إلى قمة، تقوم المجموعة ببيع حيازاتها، مما يؤدي إلى انهيار السعر.
يُترك المستثمرون غير المطلعين (خارج البنك الخاص أو غيرهم) بخسائر فادحة.
لماذا تهم هذه الظاهرة قطاع البنك الخاص؟
حماية الثروات: يسعى البنك الخاص إلى حماية أموال كبار العملاء، ويجب عليه تجنّب المخاطر المرتبطة بمخططات المضخّة والتفريغ.
السمعة والمصداقية: مشاركة البنك أو توصيته بأصول تُستخدم في هذه المخططات قد تضر بسمعته المهنية.
الالتزام التنظيمي: على المؤسسات المالية، بما فيها البنك الخاص، الالتزام بالقوانين المضادة للغسيل وتلاعب السوق.
خطوات لتجنّب مخططات المضخّة والتفريغ:
1. التحقق من المصدر والمجتمع
قبل الاستثمار، يجب على البنك الخاص وفريقه فحص أي ترويج للعملة عبر:
منصات التواصل، مثل Reddit وTelegram وTwitter.
التحقّق من خلفية المُروّجين، ومعرفة ما إذا كانوا أفراداً مستقلين أم جزءاً من البنك الخاص أو جهة معروفة.
2. فحص السيولة والسياسات
العملات المشفرة التي تتعرّض لهذه المخططات غالباً ما تكون منخفضة السيولة، ما يجعلها عرضة للتلاعب السعري.
يجب أن يتحقق البنك الخاص من وجود مزيج متوازن من حجم التداول وعمق السوق.
3. تحليل أساسي وتقني
الاستثمار المبني على تحليلات تقنية فقط قد يضلّ الشركات، بينما التحليل الأساسي يساعد على معرفة المبررات الحقيقية لارتفاع السعر.
يُنصح بجداول التداول وبيانات الحجم للتفرقة بين نمو طبيعي وحالة تضخيم اصطناعي.
4. توزيع الاستثمار
يجب على البنك الخاص التوزيع والاستثمار في مجموعة متنوعة من العملات والمشاريع، وليس الاعتماد على عملة مشكوك في صحتها.
5. رقابة داخلية قوية
تعزيز أنظمة الامتثال الداخلي، بحيث تتم مراجعة العروض قبل توصيتها للعملاء.
تدريب فريق البنك الخاص على التعرف إلى إشارات الاحتيال والتحذير من المخاطرة المرتفعة.
آليات الكشف المبكر عن المخططات
مراقبة الرسائل الجماعية مثل “اشترِ الآن قبل أن يغلق العرض!” أو “سعر منخفض، فرصة ذهبية!”.
رؤية ارتفاع مفاجئ وحاد في السعر بدون أخبار أو شراكات داعمة.
غياب دعم فني أو شفافية بالمشروع.
دور البنك الخاص في تثقيف العملاء
إصدار نشرات تعليمية دورية للعملاء حول مخاطر العملات المشفرة.
التعاون مع خبراء التشفير في تقديم ورش عمل داخلية وخارجية.
توجيه العملاء لاستخدام منصات تداول منظمة ومرخصة، مع توفير مواد مرجعية مثل:
مثال تطبيقي
افترض أن البنك الخاص يدير أصولاً لحساب عميل يرغب بالاستثمار في عملة جديدة؛ عند ظهور ارتفاع سريع في السعر:
يقوم الفريق بالتحقق من الأخبار الموثوقة حول العملة.
فحص حجم التداول والعمق.
مقارنة المناقشات في منتديات تقنيّة مستقلة.
عدم التوصية بالشراء حتى ظهور مؤشر دعم موثوق ومستدام.
هذا النهج يعكس التزام البنك الخاص بمسؤولية العميل ويصدر صورة احترافية ذات مصداقية.
ملخص للمحتوى
مخططات المضخّة والتفريغ تؤثر على الأسواق خصوصاً العملات منخفضة القيمة.
البنك الخاص أمام خيارين: المشاركة غير المدروسة أو الحماية الاحترافية.
تجنّب المخططات يتطلب التحقق من المصدر، السيولة، التحليل الفني والأساسي، مراجعة داخلية.
تثقيف العملاء ومراقبة السوق بحذر هما الركيزتان الأساسيتان في عمل البنك الخاص.
